فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ}
قرأه حمزة والكِسائي فارقوا بالألف، وهي قراءة عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ من المفارقة والفراق.
على معنى أنهم تركوا دينهم وخرجوا عنه.
وكان عليّ يقول: واللَّهِ ما فرّقوه ولكن فارقوه.
وقرأ الباقون بالتشديد؛ إلاَّ النَّخَعِيّ فإنه قرأ {فَرَقوا} مُخَفَّفًا؛ أي آمنوا ببعض وكفروا ببعض.
والمراد اليهود والنصارى في قول مجاهد وقتادة والسُّدِّي والضّحاك.
وقد وصفُوا بالتفرق؛ قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الذين أُوتُواْ الكتاب إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البينة} [البينة: 4].
وقال: {وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ الله وَرُسُلِهِ} [النساء: 150].
وقيل: عنى المشركين، عبد بعضهم الصنم وبعضهم الملائكة.
وقيل: الآية عامّة في جميع الكفار.
وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عزّ وجل به فقد فرّق دينه.
وروى أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ} هم أهل البدع والشبهات، وأهل الضلالة من هذه الأُمة.
وروى بَقِيّة بن الوليد حدّثنا شعبة بن الحجاج حدّثنا مُجالد عن الشَّعْبِيّ عن شُريح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: «إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيعًا إنما هم أصحابُ البِدَع وأصحابُ الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأُمة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة وأنا بريء منهم وهم منا براء» وروى ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ {إنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ}.
ومعنى {شِيَعًا} فِرقًا وأحزابًا.
وكل قوم أمْرُهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شِيع.
{لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} فأوجب براءته منهم؛ وهو كقوله عليه السَّلام: «مَن غَشّنا فليس منا» أي نحن براء منه.
وقال الشاعر:
إذا حاولتَ في أَسَد فُجورًا ** فإني لستُ منك ولستَ مِنّي

أي أنا أبرأ منك.
وموضع {فِي شَيْءٍ} نصب على الحال من المضمر الذي في الخبر؛ قاله أبو عليّ.
وقال الفراء: هو على حذف مضاف، المعنى لست من عقابهم في شيء، وإنما عليك الإنذار.
{إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله} تعزية للنبيّ صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عز وجل: {إن الذين فرقوا} وقرئ فارقوا {دينهم وكانوا شيعًا} عين أحزابًا متفرقة في الصلاة ومعنى فرقوا دينهم أنهم لم يجتمعوا عليه وكانوا مختلفين فيه فمن قرأ وفرقوا دينهم يعني جعلوا دينهم وهو دين إبراهيم الحنيفية السهلة أديانًا مختلفة كاليهودية والنصرانية وعبادة الأصنام ونحو ذلك من الأديان المختلفة، ومن قرأ فارقوا دينهم قال: معناه باينوه وتركوه من المفارقة للشيء.
وقيل: إن معنى القراءتين يرجع إلى شيء واحد في الحقيقة وهو أن من فرق دينه فأمر ببعض وأنكر بعضًا فارق دينه في الحقيقة ثم اختلفوا في المعنى بهذه الآية، فقال الحسن: هم جميع المشركين لأن بعضهم عبدوا الأصنام وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله وبعضهم عبدوا الملائكة وقالوا إنهم بنات الله وبعضهم عبدوا الكواكب فكان هذا تفريق دينهم.
وقال مجاهد: هم اليهود.
وقال ابن عباس وقتادة والسدي والضحاك: هم اليهود والنصارى لأنهم فرقوا فكانوا فرقًا مختلفة.
وقال أبو هريرة في هذه الآية هم أهل الضلالة من هذه الأمة وروى ذلك مراوعًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء وليسوا منك هم أهل البدع وأهل الشبهات وأهل الضلالة من هذه الأمة» أسنده الطبري، فعلى هذا يكون المراد من هذه الآية الحث على أن تكون كلمة المسلمين واحدة وأن لا يتفرقوا في الدين ولا يبتدعوا البدع المضلة.
وروي عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا هم أصحاب البدع والأهواء من هذه الأمة» ذكره البغوي بغير سند عن العرباض بن سارية قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل بوجهه علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فما تعهد إلينا؟ فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد حبشي فإنه من يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين؛ تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» أخرجه أبو داود والترمذي عن معاوية قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة» زاد في رواية: «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» أخرجه أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على ما أنا عليه وأصحابي» أخرجه الترمذي.
قال الخطابي في هذا الحديث دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة من الملة والدين إذ جعلهم من أمته.
وقوله تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلم بصاحبه، التجاري تفاعل من الجري وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة والبدع المضلة تشبيهًا بجري الفرس والكلب.
قال ابن مسعود: «إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها» ورواه جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا.
وقوله تعالى: {لست منهم في شيء} يعني: في قتال الكفار فعلى هذا تكون الآية منسوخة بآية القتال وهذا على قول من يقول إن المراد من الآية اليهود والنصارى والكفار، ومن قال: المراد من الآية أهل الأهواء والبدع من هذه الأمة قال: معناه لست منهم في شيء أي أنت منهم برئ وهم منك براء.
تقول العرب إن فعلت كذا فلست منك ولست مني أي كل واحد منا برئ من صاحبه {إنما أمرهم إلى الله} يعني في الجزاء والمكافأة {ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} يعني إذا وردوا القيامة. اهـ.

.قال أبو حيان:

{إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}
لما ذكر تعالى أن صراطه مستقيم ونهى عن اتباع السبل وذكر موسى عليه السلام وما أنزل عليه وذكر القرآن وأمر باتباعه وذكر ما ينتظر الكفار مما هو كائن بهم، انتقل إلى ذكر من اتبع السبل فتفرّقت به عن سبيل الله لينبه المؤمنين على الائتلاف على الدين القويم، ولئلا يختلفوا كما اختلف من قبلهم من الأمم بعد أن كانوا متفقين على الشرائع التي بعث أنبياؤهم بها والذين فرّقوا دينهم الحرورية أو أهل الضلالة من هذه الأمّة أو أصحاب البدع أو الأهواء منهم، وهو قول الأحوص وأمّ سلمة أو اليهود أو هم والنصارى وهو قول ابن عباس والضحاك وقتادة، أي فرّقوا قوادين إبراهيم الحنيف أو هم مشركو العرب أو الكفار وأهل البدع أقوال ستة.
وافتراق النصارى إلى ملكية ويعقوبية ونسطورية وتشعبوا إلى اثنين وسبعين فرقة وافتراق اليهود إلى موسوية وهارونية وداودية وسامرية وتشعبوا إلى اثنين وسبعين فرقة، وافتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا من كان على ما عليه الرسول وأصحابه.
وقيل: معنى {فرقوا دينهم} آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وأضاف الدين إليهم من حيث كان ينبغي أن يلتزموه إذ هو دين الله الذي ألزمه العباد فهو دين جميع الناس بهذا الوجه.
وقرأ عليّ والأخوان فارقوا هنا وفي الروم بألف ومعناها قريب من قراءة باقي السبعة بالتشديد تقول ضاعف وضعف.
وقيل: تركوه وباينوه، ومن فرق دينه فآمن ببعض وكفر ببعض فقد فارق دينه المطلوب منه.
وقرأ ابراهيم والأعمش وأبو صالح {فرقوا} بتخفيف الراء {وكانوا شيعًا} أي أحزابًا كل منهم تابع لشخص لا يتعداه {لست منهم في شيء} أي لست من تفريق دينهم أو من عقابهم أو من قتالهم، أو هو إخبار عن المباينة التامّة والمباعدة كقول النابغة:
إذا حاولت في أسد فجورًا ** فإني لست منك ولست مني

احتمالات أربعة.
وقال ابن عطية: أي لا تشفع لهم ولا لهم بك تعلق وهذا على الإطلاق في الكفار وعلى جهة المبالغة في العصاة والمتنطعين في الشرع إذ لهم حظ من تفريق الدين، ولما نفى كونه منهم في شيء حصر مرجع أمرهم من هلاك أو واستقامة إليه تعالى وأخبر أنه مجازيهم بأفعالهم وذلك وعيد شديد لهم.
وقال السدّي: هذه آية لم يؤمر فيها بقتال وهي منسوخة بالقتال.
قال ابن عطية: وهذا كلام غير متقن فإن الآية خبر لا يدخله نسخ ولكنها تضمنت بالمعنى أمرًا بموادعة فيشبه أن يقال: إن النسخ وقع في ذلك المعنى الذي قد تقرر في آيات أخر. اهـ.

.قال أبو السعود:

{إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ} استئناف لبيان أحوالِ أهلِ الكتابين إثرَ بيانِ حالِ المشركين أي بدّدوه وبعّضوه فتمسك بكل بعضٍ منه فِرقةٌ منهم، وقرئ فارقوا أي باينوا، فإن تركَ بعضِه وإن كان بأخذ بعضٍ آخرَ منه تركٌ للكل ومفارقةٌ له {وَكَانُواْ شِيَعًا} أي فِرقًا تشيّع كلُّ فِرقةٍ إمامًا لها قال عليه الصلاة والسلام: «افترقت اليهودُ والنصارى على إحدى وسبعين فرقةً كلهم في الهاوية إلا واحدة» واستثناء الواحدة من فِرَق كلَ من أهل الكتابين إنما هو بالنظر إلى العصر الماضي قبل النسخِ وأما بعده فالكلُّ في الهاوية وإن اختلفت أسبابُ دخولِهم فمعنى قوله تعالى: {لَّسْتَ مِنْهُمْ في شيء} لست من البحث عن تفرقهم والتعرّضِ لمن يناصرك منهم بالمناقشة والمؤاخذة، وقيل: من قتالهم في شيء سوى تبليغِ الرسالةِ وإظهارِ شعائرِ الدين الحقِّ الذي أُمرت بالدعوة إليه فيكون منسوخًا بآية السيف، وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله} تعليلٌ للنفي المذكورِ أي هو يتولى وحده أمر أولاهم وأخراهم ويدبره كيف يشاء حسبما تقتضيه الحكمة يؤاخذهم في الدنيا التي شاء ويأمر بقتالهم إذا أراد وقيل: المفرقون أهل البدع والأهواء الزائغة من هذه الأمة ويرده أنه عليه الصلاة والسلام مأمور بمؤاخذتهم والاعتذار بأن معنى لست منهم في شيء حينئذ أنت بريء منهم ومن مذهبهم وهم براء منك يأباه التعليل المذكور {ثُمَّ يُنَبّئُهُم} أي يوم القيامة {بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} عبر عن إظهاره بالتنبئة لما بينهما من الملابسة في أنهما سببان للعلم تنبيهًا على أنهم كانوا جاهلين بحال ما ارتكبوه غافلين عن سوء عاقبته أي يظهر لهم على رؤوس الأشهاد ويعلمهم أي شيء شنيع كانوا يفعلونه في الدنيا على الاستمرار ويرتب عليه ما يليق به من الجزاء. اهـ.

.قال الألوسي:

{إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ} استئناف لبيان أحوال أهل الكتابين إثر بيان حال المشركين بناء على ما روي عن ابن عباس وقتادة أن الآية نزلت في اليهود والنصارى أي بددوا دينهم وبعضوه فتمسك بكل بعض منه فرقة منهم.
وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه وحمزة والكسائي {فارقوا} بالألف أي باينوا فإن ترك بعضه وإن كان بأخذ بعض آخر منه ترك للكل أو مفارقة له {دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} أي فرقًا تشيع كل فرقة إمامًا وتتبعه أو تقويه وتظهر أمره.
أخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه وابن حبان وصححه الحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة واقترفت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في الهاوية إلا واحدة» واستثناء الواحدة من فرق كل من أهل الكتابين إنما هو بالنظر إلى العصر الماضي قبل النسخ وأما بعده فالكل في الهاوية وإن اختلفت أسباب دخولهم.
ومن غريب ما وقع أن بعض متعصبي الشيعة الإمامية من أهل زماننا واسمه حمد روى بدل: «إلا واحدة» في هذا الخبر إلا فرقة وقال: إن فيه إشارة إلى نجاة الشيعة فإن عدد لفظ فرقة بالجمل وعدد لفظ شيعة سواء فكأنه قال عليه الصلاة والسلام: إلا شيعة، والمشهور بهذا العنوان هم الشيعة الإمامية فقلت له بعد عدة تزييفات لكلامه: يلزم هذا النوع من الإشارة أن تكون كلبًا لأن عدد كلب وعدد حمد سواء فألقم الكلب حجرًا.
{لَّسْتَ مِنْهُمْ في شيء} أي من السؤال عنهم والبحث عن تفرقهم أو من عقابهم أو أنت بريء منهم، وقيل: يحتمل أن يكون هذا وعدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعصمة عنهم أي لست منهم في شيء من الضرر، وعن السدي أنه نهى عن التعرض لقتالهم ثم نسخ بما في سورة براءة، و{مِنْهُمْ} في موضع الحال لأنه صفة نكرة قدمت عليها.
{إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله} تعليل للنفي المذكور أي هو يتولى وحده أمر أولاهم وءاخرتهم ويدبره حسبما تقتضيه الحكمة، وقيل: المفرقون أهل البدع من هذه الأمة، فقد أخرج الحكيم الترمذي وابن جرير والطبراني والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله سبحانه: {إِنَّ الذين فَرَّقُواْ} إلخ: «هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة».
وأخرج الترمذي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وأبو نعيم في الملية والبيهقي في الشعب.
وغيرهم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله تعالى عنها: «يا عائش {إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا} هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة ليس لهم توبة يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء فإنهم ليس لهم توبة وأنا منهم بريء وهم مني براء» فيكون الكلام استئنافًا لبيان حال المبتدعين إثر بيان حال المشركين إشارة إلى أنهم ليسوا منهم ببعيد، ولعل جملة {إِنَّمَا أَمْرُهُمْ} إلخ على هذا ليست للتعليل وإنما هي للوعيد على ما فعلوا أي أن رجوعهم إليه سبحانه.
{ثُمَّ يُنَبّئُهُم} يوم القيامة {بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} في الدنيا على الاستمرار بالعقاب عليه. اهـ.